حوار بين سعادة البروفيسور Lotfy Mansour والنّاقدة نافلة مرزوق العامر.

 

حوار بين سعادة البروفيسور  Lotfy Mansour والنّاقدة نافلة مرزوق العامر.

حوار بين سعادة البروفيسور  Lotfy Mansour والنّاقدة نافلة مرزوق العامر.

يسرّنا سادتي أن نقدّم لحضراتكم حوارا أدبيّا متواصلا نرجو أن ينال إعجابكم وقبولكم ، حوار بين سعادة البروفيسور Lotfy Mansour والنّاقدة نافلة مرزوق العامر.
وجّه لي حضرة الأديب اللّغوي والباحث العلّامة البروفيسور لطفي منصور هذا السّؤال:
لماذا اتَّخَذْتِ أَدَبَ بروفيسور لطفي منصور هَدَفًا لِنَشْرِهِ وَدِراسَتِه؟
إجابتي:
أشكرك على هذا السّؤال أستاذي ومعلّمي ومكتشفي،
لقد وضعتُ إجابة شافية وافية عن هذا السّؤال في كتابي عن السّيرة الغيريّة لحضرتك،وأهيب بالقرّاء أن يرجعوا إلى هذا الكتاب الذي وثّق مسيرة حياتك وعطائك الهامّة والمثيرة.وها هنا أنا أضع إجابة تقابلها وقد تضيف عليها شيئا جديدا.
لقد اتّخذتُ أدبكم هدفا لنشره ودراسته لأنّه باختصار عبارة عن "سيمفونيّة سرد متكامل"Complementary symphony of narration"، اشترك في تأليفها ثالوث خلق مذهل،وهو زمنك،علمك وإسهامك.وما دمنا في الأدب فقد عرّفته أنا سابقا بأنه اختصار لجملة:إبداع دافق بارق،هكذا نكون قد جمعنا في أدبكم ما يلي:مكوّنات هويّتك الأدبيّة من مصادفة وجودكم في زمن تتدهور فيه أمّتنا وبالضّرورة لغتنا ،مع نبوغكم وتميّزكم العلمي الذي أثبتم فيه تمكّنكم من امتلاك أدوات اللّغة والإحاطة بمعجمها والإطلاع والبحث العميق في مخطوطاتها وتاريخها ،بالإضافة لموهبتكم وملكتكم الإبداعية جعل منكم كاتبا وأديبا أريبا احترف انتقاء المفردة ثمّ زوّجها للفكرة العميقة وأطلقها ببرقة خلق في سماء الكتابة الفذّة.من يقرأكم ولا يطرب لتعابيركم ،من يقرأكم ولا تعذب في أحاسيسه نغمات فرائدكم؟.
قلائد سبك كريستاليّة التّكوين لفظا وفكرا، إنّ من يقرأها يغتني بعلم كان غائبا عنه،ويحوز ويفوز بنغمة،متعة وثروة العربيّة.
لقد جمعتم في كل نصّ كتبتموه لغة عالية وفكرا نيّرا ورسالة خالدة.لا أستطيع إلى الاستمرار في الإجابة سبيلا ،دون أن أذكر لحضراتكم سونيتة شكسبير الثّامنة عشرة حين قال:
:as long as man can breathe"
And eyes can see
So long lives this
And this gives life to thee"
أيّ"طالما تنفّس إنسان،ورأت عين،سوف تعيش هذه،وتهبك الحياة"
وقد كان يرمز إلى قصيدته ،ويعني خلودها.علم شكسبير بعبقريّته وحدسه بأنّ أدبه خالد ،لأنّ الإبداع الأصيل المرتكز على لغة صلبة وفكر ثاقب لهو إبداع خالد لا يموت،أوينكر أحد منّا روائع إبداع البروفيسور منصور من خواطر ودروس وومضات وقصص وشعر ونثر،روائع غمرت صفحات الكتب والشٍبكة العنكبوتيّة حتى أضحى إبداعه ذاته شبكة عنكبوتية أدبية تاريخيّة اصطادت ما رقي وعلا ومن درر الأدب العربي على مر التاريخ،بل وصنع بإضافاته وتجديداته تاريخا خاصّا به شمخ على منبر الجمال يهتف ببصمته الماجدة.نعم طوفان من مناشير ، عجز الكثيرون بل الجميع عن قدرة الإحاطة به قراءة .حقّا لقد حقّق محقّق المخطوطات وضابطها انجازا علميا وأدبيا تربّع على كرسيّ الزّمن لا نزولا،كرسيّ الأدب الخالد ما خلد الزّمن.
إلى هذا وذاك أقول بأن أستاذنا صاحب العقل الكبير والذّكاء المتّقد قد رمّم وجدّد ما فسد من فكر إجتماعيّ انتكبت به أمّتنا وذلك بنظرته الإصلاحيّة التّنويريّة ،محاولا ما استطاع إليه سبيلا أن يكسر ويبدّد ظلمة أصفاد الجهل والتّجهيل ،كانت الدّواعي إليه خارجيّة أم داخليّة،ناهيك عن حربه التّثقيفيّة النّاريّة ضدّ شيوخ الدّجل وتحريف الدّين الحنيف.
نعم أستاذنا نابغة شخّص العلّل ووصف العلاج ،ولكن من منظور عالم مثابر تقرّحت جفونه من القراءة والضّبط وارتجف نبضه خشية على ضياع أمّته ودينه.
سأقتبس هنا بعضا من أقواله الوطنيّة الهامّة التي تشير إلى مدى غضبه تشاؤمه من وضع العرب:"أمّة زهقت
وشعب لجب
لا حول لهم
بلادهم خرب
يعبدون الدّولار
والله لهم حَرَب
يأكلون بعضا
والفقير ينتحب
بئس شعب
همّه الطّرب".
وهذا اقتباس يدّل على حكمته ورصانته ومدى تواضعه في زفرة ناريّة ونبذ لعجرفة العلماء،فهو عالم يعي قدّر المسؤوليّة التّاريخيّة الملقاة على عاتقه ،مؤمن يخاف الله ويحذٍر من تغلغل الغرور إلى نفس العالم،:"يا أيّها العالم إتّق الله،واعرف نفسك أوّلا،فإذا عرفت منها الظّاهر عرفت ضعفك وعرفت نفوس الآخرين،صن نفسك تنجو من مكر النّاس،واعلم أنّ هناك من هو أشدّ منك قوّة وعلما،فلم التّبجّح،والله يقول"وفوق كلّ ذي علم عليمُ".نَعم معلّمٌ ونِعمه،أكرم به من فاضل كريم،كيف نوفيه التّبجيل؟.
سؤالي لحضرة البروفيسور لطفي منصور:
- كَيْفَ تَرَى أستاذي مُسْتَقْبَلَ الْعَرَبِيَّةِ في ظِلِّ الرُّكودِ الِأَدَبِيِّ فِي الدّاخلِ خاصَّةً وفي الْعالَمِ الْعَرَبِيِّ عامَّةً؟.

نافلة مرزوق العامر.

ليست هناك تعليقات