قراءة تحليلية لقصيدة عرش الشآم للشاعر عبدالناصر عليوي بقلم:أفاق الحب
قراءة تحليلية لقصيدة عرش الشآم للشاعر عبدالناصر عليوي بقلم:أفاق الحب
القصيدةالــحَقُّ جَــهْجَهَ وَارْتَــقَى يَا شَامُ
وَالــظُّلْـمُ أَدْبَــرَ وَانْــتَهَتْ أَوْهَــامُ
-
هَــيَّا ابْــدَئِي نَــحوَ التَّقَدُّمِ خُطْوَةً
فِـــي ظِــلِّــهَا تَــتَحَقَّقُ الأَحْــلَامُ
-
فَــلَقَدْ طَــوَيْتِ مِـنَ المَآسِي حِـقْبَةً
قَــدْ خَــيَّمَتْ فَــوْقَ الـوُرَى الآلَامُ
-
وَمِــنَ العُقُـودِ عَـلَيْكِ مَرَّتْ خَمْسَةٌ
عُــنْوَانُهَا (الــتَّشْبِيحُ) وَالإِجْــرَامُ
-
بِيعَـتْ بِهَا الجَـوْلَانُ غَـدْرًا وَاعْتَلَى
عَـــرْشَ الإِمَـــارَةِ قَـــاتِلٌ ظَــلَّامُ
-
خَــمْسُونَ مِــلْيُونًا بِــجَيْبِ شَقِيقِهِ
ثَـمَنُ الــخِيَانَةِ يَــقْبِضُ الــمِقْدَامُ
-
جَــعَـلَ الــبِلَادَ حَــدِيقَةً لِــجِرَائِهِ
لتُــشَادَ فِــي سَــاحَاتِهَا الأَصْـنَامُ
-
وَمَصِـيرُهَا بَيْـنَ المَـزَايِـلِ (خُرْدَةٌ)
مَــرْمِــيَّــةٌ لِــتَــدُوسَهَا الأَقْـــدَامُ
-
الــيَوْمَ أَحْـرَارُ الـنُّفُوسِ اسْتَبْشَرُوا
وَعَـــلَا وُجُــوهَ الــحَاقِـدِينَ قَــتَامُ
-
وَبُــنُو أُمَــيَّةَ رَفْــرَفَتْ رَايَــاتُهُمْ
عَــرَبِــيَّةٌ مَـــا شَــابَــهَا إِعْــجَامُ
-
قَـدْ جَـاءَ دَوْرُكِ يَا عِـرَاقُ لِتَخْتَفِي
مِــنْكِ الَّـذِيولُ وَيَـرْتَقِي الـضِّرْغَامُ
-
فَــمَزَابِلُ الــتَّارِيخِ بَــاتَتْ تَشْتَكِي
فِـــي قَــعْرِهَا يَــتَجَمَّعُ الأَقْــزَامُ
عرس الشآم
الــحَقُّ جَــهْجَهَ وَارْتَــقَى يَا شَامُ
تبدأ القصيدة بإعلان انتصار الحق، حيث يرتفع صوته في سماء الشام، بينما يتراجع الظلم وتنتهي الأوهام. هذا التقديم يضع القارئ في قلب الحدث، حيث الشام تمثل رمزًا للصمود والأمل.
التقدم والأحلام
هَــيَّا ابْــدَئِي نَــحوَ التَّقَدُّمِ خُطْوَةً
تدعو الشاعرة الشام إلى التقدم، مشيرة إلى أن الأحلام ستتحقق في ظل هذا النصر. هنا، يُبرز الشاعر أهمية العمل الجماعي والتفاؤل في بناء مستقبل أفضل.
المآسي والتاريخ
فَــلَقَدْ طَــوَيْتِ مِـنَ المَآسِي حِـقْبَةً
تتحدث الأبيات عن فترة من الألم والمعاناة التي مرت بها الشام، حيث كانت المآسي تسيطر على الأجواء. لكن الشاعر يُظهر أن هذه الحقبة قد انتهت، مما يعكس الأمل في الشفاء والتجديد.
الخيانات والجرائم
بِيعَـتْ بِهَا الجَـوْلَانُ غَـدْرًا وَاعْتَلَى
تتطرق الأبيات إلى الخيانات التي تعرضت لها الشام، حيث تم بيع الجولان، مما يعكس واقعًا مؤلمًا من الغدر. الشاعر هنا يُظهر كيف أن هذه الخيانات قد أدت إلى صعود قوى ظالمة.
التحرر والنصر
اليَوْمَ أَحْـرَارُ الـنُّفُوسِ اسْتَبْشَرُوا
تتجلى في هذه الأبيات مشاعر الفخر والاعتزاز، حيث يستبشر الأحرار بالنصر. يُظهر الشاعر كيف أن النضال من أجل الحرية قد أثمر، وأن الأمل قد عاد ليضيء وجوه الناس.
الهوية العربية
وَبُــنُو أُمَــيَّةَ رَفْــرَفَتْ رَايَــاتُهُمْ
تُبرز الأبيات الهوية العربية، حيث ترفرف الرايات العربية في سماء الشام، مما يعكس الوحدة والانتماء.
خاتمة
فَــمَزَابِلُ الــتَّارِيخِ بَــاتَتْ تَشْتَكِي
تختتم القصيدة بتأكيد على أن التاريخ قد شهد الكثير من المعاناة، لكن الأمل في التغيير لا يزال قائمًا. الشاعر يُظهر أن الأقدام ستدوس على كل ما هو غير صالح، وأن الشام ستظل شامخة رغم كل التحديات.
عبدالناصر عليوي العبيدي في هذه القصيدة يُظهر ببلاغة وعمق فلسفي كيف أن الشام، رغم كل ما مرت به، ستظل رمزًا للصمود والأمل، مما يجعلها قصيدة تعبر عن روح المقاومة والتحدي.
التعليقات على الموضوع