الْعَالَمُ الْأَعْوَرُ.... هيثم محمد النسور
الْعَالَمُ الْأَعْوَرُ..
لَــعَمْرِي ضِــيَاءُ الْــحَقِّ قَدْ بَاتَ بَادِيَا
وَأَصْــبَحَ بَــينَ الْــكَافِ وَالنُّونِ ثَاوِيَا
فَــلَا تَيأَسِي يَا غَزَّةَ الْمَجدِ وَاصْبِرِي
وَلَــو كَــانَ جُرحٌ مِنْ أَسًى فِيْكِ دَامِيَا
فَـــإِنَّ قَــضَاءَ الــلَّهِ إِنْ حَــانَ وَقــتُهُ
طَــوارِقُ مَــا يُــؤْذِيكِ تُمْسِي غَوَادِيَا
تَــقَاضَاكِ كَــفُّ الدَّهرِ بِالغَصْبِ دَينَهُ
وَهَــيهَاتَ مِــنْ طَــاغٍ يَــبُرُّ التَّقَاضِيَا
فَــلِسْطِينُ مِــمَّا قَــدْ دَهَــاهَا وَصَابَهَا
أََشَــاعَتْ عَلَى الْأَشْهَادِ مَا كَانَ خَافِيَا
وَأَجْــلَتْ عَــنِ الْــفُسَّاقِ شَــرَّ مَــكَائِدٍ
فَــقُبْحًا عَــلَى مَــنْ كَانَ لِلْغَدْرِ رَاعِيَا
يَــقُولُونَ فِــي لَاهَــايَ لِــلْحَقِّ مِــنبَرٌ
يُــدِيْنُ بِــحُكْمِ الــقِسْطِ مَنْ كَانَ بَاغِيا
فَــمَنْ حَــلَّ فِــي لَاهَايَ غَيرُ عَوَاهِرٍ
يُــدِيْرُونَ مَــاخُورَ الخَنَا ،، وَالْغَوَانِيَا
لِــمَنْ تَــشْتَكِي الأَغْنَامُ بُؤْسًا يَضِيرُهَا
وَذِئْــبٌ تَــلَهَّى فِــي الْــقَوَانِينِ لَاهِــيَا
يَــكِيلُونَ فِــي صِيْعَانِ ِجَوْرٍ وحُكْمُهُمْ
عُــتُوٌّ غَــدَا مِــن مَــلْبَسِ الْحَقِّ عَارِيَا
وَطُــوبَى نَجَاشِيْ الدَّهْرِ قَدْ عَادَ نَفْسُهُ
فَــمَسْعَاكَ دَومًــا كَــانَ لِــلْحَقِّ جَــالِيَا
وَسُــحْقًا وُلَاةَ الْــقَهْرِ قَدْ خَابَ سَعيُكُمْ
زَرَعْــتُمْ بأَرْضِ الصَّارِمِينَ الْمَخَازِيَا
أَرَى صُبحَكُمْ مِنْ عُهرِكُمْ بَاتَ مُظلِمًا
وَصَــارَتْ حَــوَارِيكُمْ إِمَــاءً جَوَارِيَا
وَكُــنَّا نَــسُوسُ الْخَلقَ طَوعًا وَشَمسُنَا
أَنَــارَتْ بِــنَهجِ الْــعِلْمِ مَــا كَانَ دَاجِيَا
فَــلَــمَّا تَــقَــاعَسْتُمْ بِــطُــوفَانِ غَــزَّةٍ
خَــذَلْــتُمْ حَــيَــارَى ثَــاكِلَاتٍ بَــوَاكِيَا
لَــيَالِيَّ طَــالَتْ وَادْلَــهَمَّتْ خُــطُوبُهَا
تُــجَــرِّدُ فِــي لُــؤْمٍ عَــلَيَّ الْــمَوَاضِيَا
فَــتَــحسَبُهُمْ صُــمًّــا وَخُــرْسًا لِــيَتَّقُوا
مَــثَالِبَ وَصْــمٍ، عَــارُهَا بَــاتَ بَادِيا
تَــمَــائِمُ أَطْــفَــالٍ تَــبَاكَتْ خُــنُوعَكُمْ
فَــمَنْ يَــرتَضِي ذُلًّا أَضَــاعَ الْمَعَالِيَا
وَمِــمَّا يَــقُضُّ النَّفسَ، لِلْغَربِ نَفطُكُمْ
وَكَــيْلِي إِنِ اسْــتَجْدَيْتُ يَــرتَدُّ خَــاوِيَا
سَــلُوا عــنْ مُــعَانَاتِي ضَمِيرَ شِتَائِكُمْ
وَهَــلَّا تَــوَقَّى الْــقَرَّ مَــنْ كَانَ حَافِيَا
فَلَا خَيْرَ فِي أَرضٍ تَرَوَّتْ فَأَخْصَبَتْ
وَمُــمْحِلُ الْــبِرِّ يَــجْعَلُ الْــخَيرَ فَــانِيَا
فَــكَــمْ مِـــنْ فَــقِيرٍ تــزْدَرُونَ لَــعَلَّهُ
غَــنِيٌّ عَــنِ الإِحسَانِ، لَو كَانَ طَاوِيا
وَمِــمَّا يُدَمِّي الْقَلْبَ، صَارَتْ أَقَارِبِي
رُعَــاعًا مَــعِ الْأَغْــرَابِ تَبغِي عَدَائِيَا
لَــبِسْتُمْ رِدَاءَ الْــغَدْرِ ثَــوبًا مُــزَرْكَشًا
وَمِـــنْ تَــحــتِهِ غِــلٌّ غَــشُومٌ أَذَانِــيَا
وَتَــبًّا عُــتَاةَ الْــغَربِ مُــوتُوا بِغَيظِكُمْ
فَــلَنْ تُــرجِعَ الْأَيَّــامُ مَــا بَاتَ مَاضِيَا
خُـــذُوا حِــذْرَكُمْ إِنْ تَــظلِمُونَا فَــإِنَّنَا
نُــعِيدُ شِــفَارَ الــسَّيفِ بِــالنَّقْعِ رَاوِيَــا
رَضَــعْنَا لُــبَانَ الْــعِزِّ مِــنْ غَيرِ دَرَّةٍ
وَمَــا تُــرضِعُ الْــعَلْيَاءُ إِِلَّا الــرَّوَاسِيَا
عَــلَكْنَا كُــبُودَ الْــجُوعِ فَــاشْتَدَّ عُودُنَا
وَصُــغْنَا مِــنَ الْفَقْرِ الْمَقِيتِ الدَّرَارِيَا
صَــحِــيحٌ بِــأَنِّي قَــدْ تَــأَوَّدتُ بُــرهَةً
لِــيَــعبُرَ إِعْــصَــارُ الْــعَــنَاءِ فِــنَــائِيَا
زَمَــانِي بَــلِيدٌ قَــدْ تَــعَثَّرَ .. فَانْطَوَى
كَــطَيِّ الــلَيَالِي الْــمُوحِشَاتِ فُــؤَادِيَا
وَكَمْ جُنْدِلَ الْأَبْطَالُ فِي حَومَةِ الْوَغَى
يَــفِيضُ عَــلَيهِمْ وَاكِــفُ الدَّمْعِ هَامِيَا
سَــنَــابِلُهُمْ مَــلأَى وَتَــثْنِي تَــوَاضُعًا
تُـــوَارِي بُــذُورًا كَــيْ يَــدُومَ بَــقَائِيَا
غَــشَــاهُمْ قَــتَــامٌ يَــشــهَدُ الــلَّــهُ أََنَّــهُ
عَــبِيرٌ مِــنَ الْــفِردَوسِ أَصْبَحَ زَاكِيَا
أَنَــا الْــغَيمَةُ الْمِعطَاءُ أَجْهَشْتُ بِالْبُكَا
وَنَــابُ ذَوِي الْــقُربَى يَــلُوكُ الْأَمَانِيَا
سَــرَيْــتُ بِــلَــيْلٍ وَالــطَّرِيقُ طَــوِيلَةٌ
وَأَشْــبَاحُ ضَوْءِ الصُّبحِ تَسْعَى وَرَائِيَا
لِــيُصبِحَ نَــجْمِي قَــابَ قَوسَيْنِ مِنهُمُ
فَــيَغْرَقُ بَــدْرِي فِــي عُــبَابٍ غَشَانِيَا
سَــأَقْــرَأُ لَــيْلًا لِــلرَّصِيفِ قَــصِيدَتِي
عَــسَى يَرعَوِي مَنْ كَانَ لِلْهَجْرِ نَاوِيَا
فَــلَنْ تَــنْحَنِي شَــمْسٌ سَــقَتْهَا جُفُونُنَا
لِــتَــبلُغَ حَـــدَّ الــسَّــامِقَاتِ عَــوَالِــيَا
التعليقات على الموضوع