لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

فِتْنَةُ الشَّامِ!!

تَـوَلَّـى الـلَّــهُ أَمْــرَكِ يَـا دِمَشْقُ

أَمَـا لَكِ مِنْ مَآسِـي الدَّهْرِ عَـتْـقُ

سَـلَامُ الـلَّــهِ يَا فَـيْحَاءُ صَـبــــرًا

فَـصَـفُّـكِ فِـي الْمَعَامِعِ لَا يُشَـقُّ

جِـيِـادُكِ صَـافِـنَـاتٌ إِنْ تَـهَـادَتْ

وَإِنْ جَـمَـحَـتْ لَـهَـا رَعْـدٌ وَبَـرْقُ

وَفُـلْـكٌ فِي عُـبَـابِ الْعِلْـمِ تَجْرِي

وَلَـيْـسَ لَـهَـا بِرَغْمِ الْعَصْفِ غَرْقُ

لَـهَـا فِي كُـلِّ مُـعْـتَـرَكٍ مَـقَــامٌ

وَمَـوْطِـنُـهَـا الْـمَـعَـالِـي يَستَحِقُّ

أَسَــرَّ الْـعَـاشِـقُـونَ حَـدِيـثَ وِدٍّ

بِـغُـوطَـتِـهَـا وَغَـنَّـى الْلَحْنَ وُرْقُ

سَـقَـى بَـرَدَى رُبَـاهَـا ثُـمَّ أَرْبَـتْ

وَفَـوْحُ نَـسِـيـمِـهَا طِيبٌ وَنَشْـقُ

شَـذَى بِـالْـيَاسَـمِـينِ صَفِيحُ خَدٍّ

وَوَجْــهٌ نَاضِـرُ الـسِّـيْـمَـاءِ طَلْـقُ

يُـضَـاهِي الْـفَـوحَ عِطْرًا وَانتِشَاقًا

رَهِــيـفٌ كَـالـنَّـسَــائِـمِ بَــلْ أَرَقُّ

عُـقُـودٌ مِـنْ خَـرَائِـدَ أَبْـدَعَـتْـهَــا

يَــدُ الْـخَـــلَاقِ صَـنْـعَـتُـهُ الْأَدَقُّ

عَـلَا صَـوْتُ الْـمَـآذِنِ فِـي ابتِهَالٍ

جَلِـيـفُ الْقَلْـبِ لَوْ أَصْـغِـى يَـرِقُّ

جُـنُـودُ بَـنِـي أُمَيَّـةَ مِـنـكِ هَـبُّـوا

فَـلَانَ لِـبَـأْسِـهِـمْ غَـربٌ وَشَــرْقُ

وَفَـوْقَ الْفَوْقِ كُانْـتُ ذَاتَ مَـجْـدٍ

إِذَا مَـا كَـانَ فَـوْقَ الْـفَـوْقِ فَـوْقُ

يَـصُــدُّونَ الــرَّزَايَـا إِنْ عَـرَتْـهُــمْ

لَـهُـمْ فِـي الْبَأْسِ وَالْإِقـدَامِ سَبْقُ

سَـأَلـتُ اللَّــهَ فِـي بَلْـوَاكِ صَبْـرًا

لِـيَـغْـدُقَ مِـنْـهُ يَا فَـيْـحَـاءُ غَدْقُ

جِرَاحُكِ يَا دِمَشْـقُ تُحِيْلُ صُبحِي

ظَــلَامًــا زادَهُ غَـيْــمٌ وَمَـحْــقُ

بَـذَلْـتُــمْ لِـلْـتَـحَــرُّرِ كُــلَّ غَــالٍ

وَفـيْـكُـمْ لَـمْ يَـزَلْ مَنْ يُـسْـتَـرَقُّ

يَـعِـيْـثُ بِـكِ الَّـذِي تَخشَيْنَ مِنْهُ

حَـوَى مِـنْ كُـلِّ رِجْـسٍ فِيْهِ عِرْقُ

عَـجِـبْـتُ لِـجَـاهِلٍ يَرْمِي ويُدْمِي

وَلِـلْأَوْطَـانِ فِـي الْـجُـلَّـى يَـعُــقُّ

حَـقُـوْدٌ فِي اِنْـتِـهَـاكِ الْحَقِّ فَـظٌّ

غَـلِـيْـظُ الْـقَلبِ لَمْ يَردَعْـهُ خُلْقُ

يَـكِـيْـدُ لَكِ الـطُّـغَـاةُ بِـلَا حَـيَــاءٍ

وَدَهْـرُكِ مُـوْصَـدُ الْأَبـوَابِ غَلْـقُ

وَمِـنْ غَـرْبٍ وَمِـنْ شَـرْقٍ تَـلَاقَتْ

جُـيُــوشٌ كُـلُّـهَـا مَـكْـــرٌ وَبَــوْقُ

كَـرَعْـتِ مِنَ الْلِّـئَـامِ عَطِيـنَ مَـاءٍ

وَبُـرْدَةَ شَـأْوِكِ الْأَوْغَــادُ شَـقُّــوا

أَصَـابَكِ مِنْ يَــدِ الـظُّـلَّامِ هَــوْلٌ

وَشُـدَّ بِـجِـيـدِكِ الْـمَـأسُورِ طَوْقُ

لَقَـدْ رَاعَ الْأُلَـى خَـطْـبٌ جَـسِـيْمٌ

وَشَـاعَ بِطُـهْـرِهِـمْ فُحْشٌ وَفِسْقُ

فَـهَـلْ مَـا بَــيْـنَـهُـمْ وَالنَّاسِ ثَـأْرٌ

وَهَـلْ لِقَـصَـاصِهِـمْ دَيْـنٌ وَحَــقُّ

فَـلَا يُـحْـزِنْـكِ يَا ثَـكْـلَــى اِبْـتِـلَاءٌ

سَيَهْطُلُ مِنْ سَحَابِ الصَّبرِ وِدْقُ

فَـسُـحْـقًا يَا طُـغَـاةُ إِذَا تَـجَـلَّـتْ

سِـيُـوْفُ الْـعِـزِّ لِلْـبَـاغِــي تَـشُـقُّ

عَليْكِ هَـوَى فُــؤَادِي قَدْ تَلَـظَّـى

تَـأجْـجَ مِنْ لَهِيْـبِ الْحُـزْنِ حَـرْقُ

وَلَــوْ أَنَّ الــدُّرُوْبَ مُـيَـسَــرَاتٌ

لَـسَـارَ إلَـيْـكِ مِنْ عَـمَّــانَ رَتْــقُ

دِمَـشْـقُ حَـبِـيـبَتِي وَمَـلَاذُ رُوْحِي

وَلَيْسَ كَمِثْلِهَا فِـي الْخَلْـقِ خَلْـقُ

هيثم محمد النسور