لقاء النُّسور ....المعلم المظلوم محمد عمر
لقاء النُّسور
هذه القصيدة مهداة إلى صديقي الغالي هيثم محمد النسور حيث كتبتها بعد التقائي به في منزله في ترمسعيا / رام الله وكانت ليلة من أجمل الليالي مع أخٍ عزيز لكَم تمنيت لقاءه
ضَحِكَ الزَّمانُ مُفاخِراً والأنْجُمُ
بِلِقاءِ خِلٍّ عِشْتُ دَهْراً أحْلُمُ
حتى رأيتُ الحُلْمَ صار حقيقةً
أنّي عُقابٌ لي يعانقُ هيثمُ
عانقتُهُ من قبلُ بين سطورِه
حيثُ القلائدَ من جُمانٍ ينظمُ
ولَكَم حَييتُ على انْتظارِ لقائه
فلَقِيتُهُ لأبُثَّهُ ما أكْتُمُ
ولقد بثثْتُكَ يا صديقي لهفتي
لمّا الْتقينا حالِمَيْنِ و نبسمُ
وكأنّنا من قبلُ عشنا إخوةً
ويضُمُّنا بيتُ القريضِ الأعظمُ
يا هيثمَ الخيراتِ طاب لقاؤكم
في ليلةٍ من نوركم لا تُظْلِمُ
يا بْنَ النسورِ مزارُكم كفريضةٍ
مَن نالَها في دارِكم يتكَرَّمُ
زرع الهواشمُ نسْلَكم في أرضِنا
فنشَأْتَ فَحْلاً طاهراً يا قشعمُ
ولَدَتْكَ أُمٌّ من كرائمِ قُدسِنا
وأبوك شاهينُ القوافي الأقدمُ
نِعْمَ الْمُعَمُّ الْمُخْوَلُ الْحُرُّ الأبي
ابنُ الأعالي للمَعالي مَعْلَمُ
نَشَأتْ صداقتُنا تُبارِكُها السَّما
إذْ جَمَّعَ القلبَينِ شِعرٌ مُحْكَمُ
فرأيتُ نفسي توأماً يرجو أخاً
في الشِّعْرِ حتى لي تبدَّى التوأمُ
يا توأمَ القلبِ الرَّقيقِ، تَشَوُّقي
أسرعتُ يحملُهُ فؤادي المُفْعَمُ
فظَفِرْتُ من عالي الجبينِ بقُبْلةٍ
من دفئها قلمي هنا يتكلّمُ
يبدو كرسّامٍ يُصوِّرُ لحظةً
فيها لقاءُ الضِّفَّتينِ يُتَرْجَمُ
يا نهرُ لا تقطعْ وِصالَ أحِبَّتي
بُعْدُ الحبيبِ عن الحبيبِ مُحَرَّمُ
ليت الذي منَعَ التَّواصُلَ زائلٌ
لتعودَ أرضي حُرَّةً لا تُظْلَمُ
ونفوزَ في لُقيا الْأحِبَّةِ فوقها
ويسودَ وصْلُ النَّازحينَ الْأدْومُ
في هيثمِ الشِّعْرِ الأصيلِ قصيدتي
قد زانَها ثوبٌ كساهُ مُنَمْنَمُ
رصَّعْتُهُ دُرَرَ الكلامِ بقُدْرةٍ
عنها يَراعي دائماً لا يُفْطَمُ
مَدْحُ الجوارحِ لن يَزيدَ عُلُوَّها
فهي الأعالي دونها يا هيثمُ
فانْعَمْ صديقي هانئاً في رِفْعةٍ
من مُلْتقاكم عَلَّنا لا نُحْرَمُ
عانقْتُهُ وتركْتُ قلبي عندَهُ
إنّي بحُبِّ الْخَيِّرينَ مُتَيَّمُ
كم من أخٍ من غيرِ أُمِّكَ يا فتى
مَن قالَها حقّاً حَكيمٌ يَعْلَمُ
التعليقات على الموضوع