لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

فَشَّةُ غِلٍّ

بِـئْـسًـا لِـعُـربٍ لَا تَـثُورُ مِنَ الْغَضَبْ

أَوْطَـانُـنَـا ثَـكْـلَىٰ وَمَـجْـدٌ يُـغْـتَصَبْ

وَالْأُمَّـةُ الْـبَـلْـهَـاءُ وَلَّـــتْ أَمْـــرَهَــا

أَوْغَـادَ قَـوْمٍ مِـنْ صِـلَابِ أَبِـي لَـهَـبْ

مَـا عُـذْرُ جَـفْـنٍ لَا تَـفِـيْـضُ دُمُوْعُهُ

فَـالْأَرْضُ ضَـجَّتْ بِالْأَنِيْنِ مِنَ الْـلَغَبْ

يَـا مَـوْطِـنَ الْـيُـتْـمِ الَّذِي بَاتَتْ بِــهِ

فِـلْـذَاتُ أَكْــبَــادٍ تُــبَــادُ بِـلَا سَـبَبْ

عُـــبَّــادُ نِـيْـرَانٍ طُـغَــاةٌ أَُوْغَــلُـــوا

فِـي الْـغَدْرِ حَتَّى صَـارَ نَهْجًا وَاسْتَتَبْ

نَـصَـبُـوا بَـيَـارِقَـهُـمْ بِـكُـلِّ صَـفَـاقَةٍ

وَسُيُوْفُنَا فِي الْحَزْمِ قُدَّتْ مِنْ خَشَبْ

فُـحْـشٌ وَبَــغْـيٌ وَارْتِـكَـابُ مَــجَازِرٍ

حَاقَتْ بِنَا مِن كُلِّ صَوبٍ أَوْ حَدَبْ

بَيرُوتُ دَارُ الْـعِـلمِ قَـيَضَ مَـجْـدَهَـا

شُـذَّاذُ آفَـاقٍ وَمَـنْ هَـــبَّ وَدَبْ

وَالرُّوْمُ عَـاثُـوا فِي الْـبِـلَادِ وَحِقْدُهُـمْ

كَـالْـمُـدْلَـهِمِّ عَلَى الْعِرَاق إِذَا وَقَـبْ

أَمْـسَـتْ كَـرَسـمٍ مِثْلَ جُـرْزٍ أَرْضُـهَـا

وَكَـأَنَّ أَهْـوَالَ الْـقِـيَـامـةِ تُـرْتَــقَــبْ

فَـفُـرَاتُـهَـا يَـشْـكُـو بِـصَـوتٍ خَافِتٍ

نَخْـلِي غَدَا سَـعَفًا وَمَائِـي قَدْ نَـضَبْ

يَـا أُمَّـةً أَزْرى الْـخُــنُـوعُ إِبَـــاءَهَـــا

بَـاتَـتْ كَـزانيةٍ تُـضَـاجعُ مَنْ رَغِبْ

مَـا نَــفْــعُ زُورٍ كَالسَّـرَابِ بـأَنَّــكُــمْ

أَهْـلُ الْـكَرامَةِ وَالشَّهَامَةِ وَالْحَسَبْ

لَاتَـسْـأَلـوا الـتَّـارِيْخَ عَنْ مَاضٍ لَـكُـمْ

أُوَرَّثْـتُـمُـو عَـارًا لِـتَـارِيْـخِ الْــعَـــرَبْ

تَـبًّـا لَـكُـمْ عَـقِرَتْ بُطُوْنُ نِـسَـائِـكُمْ

لَاتَـسْـأَلُـوا الْأَبْنَاءَ عَنْ أَصْلِ النَّسَبْ

لَـنْ تَـأنَـفُـوا لُـو بَـالَ فَـوْقَ رُؤوْسِكُمْ

غِـلْـمَـانُ زِنْـدِيْـقٍ وَلَـكِــنْ لَاعَـجَـبْ

أَوَلَـمْ تَـرَوْا جُـنْـدِ الْـغُـزَاةِ تَـغَطْرَسُوا

فَـتَـكُـوا بِـبَـغْدَادٍ وَعَـاثُوا فِيْ حَـلَـبْ

وَبَغَوْا عَلَى الْيَمَنِ السَّعِيْدِ بِحِقْدِهِمْ

أَبْـنَــاءُ عُـهْــرٍ لَا حَــيَـــاءَ وَلَا أَدَبْ

يَـتَـظَـاهَـرُونَ بـأَنَّـهُــمْ أَعْــدَاءُ مَــنْ

لِلْـقُــدْسِ وَالْأَقْـصَــى اغْـتَـصَـبْ

هَـتَـكُـوا نِـسَـاءَ الْمُسْلِمِيْنَ وَذَبَّحُوا

أَطْـفَـالَـنَـا مِنْ دُونِ ذَنْـبٍ يُـرْتَـكَبْ

أَوَكُـلَّـمَـا تَـخْـبُـو السَّـعِـيْـرُ بِـأَرضِنَـا

يُـذْكُـونَ جَمرَ النَّارِ حِقْدًا بالْحَطَبْ

سَاءَتْ وُجُوهُـهُـمُ وَأَخْـفَقَ سَعْيُهُمْ

وَفِعَالُهُمْ حَـبْـكُ الْـمَـكَائِدِ وَالسَّلَبْ

يَـا ثَـائِـريْـنَ عَلَى الـزَّمَـانِ تَـقَـدَّمُـوا

نَـيْـلُ الْأَمَـانِـي لَـيْسَ يُؤْتَى بِالْخُطَبْ

سَـنُـعِـيْـدُ مَـجْـدَ الْـفَـاتِـحِـيْنَ بِوَثْبَةٍ

وَنَـدُكُّ عَـرْشَ الظَّالِمَيْنَ كَمَا وَجَبْ

هيثم محمد النسور