لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

 

الْأردُنُ الْـحَـرَامُ..

كَـــادُوا لَـكَ الْــغَــدرَ؟ لَا لَـنْ تَـرْكَـعَ الْهِمَمُ

وَالْــحَــمـــدُ للَّـهِ هَـا قَـدْ خَابَ سَـعـيُـهُـمُ

يَا أُردُنَ الْــعِــزِّ لَا تُـــوهِـــيـــكَ فَــادِحَــةٌ

فِـي ظِـلِّـكَ الْـوَاجِلُ الْـمُـلـتَاعُ يَـعـتَـصِـمُ

فُـــقْـــــتَ الـــثُّـــريَّــا بِـــتَنـزِيهٍ وَمَـنزِلَـةٍ

مَنْ ذَا يُـضَـاهِـيـكَ أنْتَ الْــبَـيـتُ وَالْحَرمُ

خَلَائِـقٌ فِــيــكَ قَــدْ جَلَّتْ مَــنَــاقِـــبُــهَـا

رَصَــانَـةٌ وَسَـدَادُ الــــــرَّأيِ وَالْـــكَـــــــرَمُ

أَبـنَـاؤُكَ الــشُّـوسُ كَـالْآسَــادِ إِنْ حَـمَـلُـوا

وَالـــثَّـــابِــــتُــــونَ إِذَا مَــا زَلَّــتِ الْـقَـدَمُ

الْـــــوَارِدُونَ نَــمِــيــرَ الْــعِـلْـمِ مَـنـهَـلِـهُـمُ

وَالــــرَّاكِــعُـــونَ، لِـدِيـنِ الـلـَّـهِ قَـدْ لَزِمُوا

سَـعَـى بِـنَهجِكَ خَيرُ الـنَّـاسِ وَالْـتَمَـسُـوا

مِـنكَ الْــبَــسَــالَـةَ، لَـيثٌ لَـيسَ يَــنـهَـــزِمُ

مُـتَـوَّجٌ فِي وَقَـــــارٍ جَــــــلَّ بَـــارِئُـــــــهُ

وَحَـــقُّـــهُ فِــي فَــخَــارٍ لَـيـسَ يُـقـتَحَـمُ

يَــا أُردُنَ الْــخَــيـــرِ لَا مَــلـجَـا سِـوَاكَ لَنَا

حِــمَــاكَ حِــصـنٌ مَــنِــيـعٌ لَـيـسَ يَنقَضِمُ

تَــيَــقَّــظُـوا يَـا حُـمَــاةَ الـدَّارِ وَانـتَـبِـهُـوا

لِـعُـصـبَــةٍ يَـنْـطَـلِـي فِي الـنَّـاسِ إِفكُـهُـمُ

أَبــنَـــاءَ قَـــومِـــي غَــزَا أَوطَـانَـنَــا لُـكَـعٌ

مِـنْ كَـيـدِهِـمْ يَـعـتَرِينَـا الْـحِقـدُ وَالـظُلَـمُ

هَـابُـوا شُـمُـوخَكَ فَاحـتَـالُـوا بِــمَـكـرِهُـمُ

لَـكِـنَّ صَــرحَـكَ، سَـمْـقٌ لَـيـسَ يَـنــهَــدِمُ

وَيَــطــعَــنُـونَ بِـدِيـنِ الــلـَّـهِ عَــنْ سَـفَـهٍ

فَـبِـئْـسَ مَا اخـتَلَـقُـوا، تَـبًّـا لِـمَا اجتَرَمُـوا

أَلَـمْ تَـرَواْ حُـرمَـةَ الْأَهـلـيـنَ قَـدْ هُـتِـكَتْ

فِـي الـشَّـامِ كَـانَتْ بِـبُردِ الْخَيـرِ تَحتَشِـمُ

عِـرَاقُــنَـا أَنَّ مِـــنْ إِجْـــحَـــافِ طَـاغِـيَـةٍ

إنَّ الْأَعَـادِي لَــــهُ فِــيــمَـا مَــضَــى خَدَمُ

وَالـدَّارُ تَـرثِــي لِأَمـجَـــادٍ لَـهَـا عَــبــــرَتْ

غَـالَـتْ بِــهَــا نَـازِلَاتُ الــدَّهْـرِ وَالْأَضَــــمُ

لَا عَـفْــوَ عَــنْ مَــأْثَـمٍ خَـرَّ الْــجُــنَـاةُ بِــهِ

وَشِـرْعَـةُ الـلـَّـهِ فِــيـمَـا بَــيـنَـنَـا حَــكَـــمُ

رَغـمَ الـتَّبَاهِـي جَـدَعـنَـاهَـا أُنُــوفَـــهُــــمُ

وَأَذعَـنَ الـدَّهـرُ وَانـــصَـاعَـتْ لَـنَـا الْأُمَـمُ

أَحـفَــادَ هَــاشِـمَ هُــبُّــوا جَـلَّ سَـعـيُـكُـمُ

وَارْقَـوا لِأَطـوَادِ فَـــخْــرٍ زَانَـــهَـــا عَـلَــمُ

حَـطَّـتْ ظَــعَــائِـنُــنَــا الأُردُنَّ أَرحُــلَـــهَــا

حَــيـثُ الْـمَـكَـارِمُ بَـيـنَ الــنَّـاسِ تُـلْـتَـزَمُ

تَـسـقِـيـهُـمُ مِــنْ قُـرَاحٍ طَــابَ مَـشـرَبُــهُ

وَكَـيـفَ يَــظْـمَــأُ مَنْ تُـعْـنَـى بِــهِ الدِّيَـمُ؟

مِــيـنَـاكَ فِــيـهِ صَـوَارِي الْـعِـزِّ مُــشْـرَعـةٌ

وَالْـفَخـرُ وَالْـمَجـدُ فِـي عَـلْـيَـاكَ يَـبْـتَسِـمُ

هَـذَا هَــوَ الْـبَـلَـدُ الْــمِـــعــطَـاءُ دِيـرَتُـنَـا

الْـحِـلْــمُ شِــيـمَــتُــهُ لَا الـظُّـلــمُ وَالـتُّهَـمُ

هيثم محمد النسور