الأمين..هيثم محمد النسور
الأمين..
بَـهَـاؤُكَ نُـورُ الـصُّـبـحِ بَـلْ هُوَ أجْمَلُ
وَوَجْـهُـكَ مِـثْـلُ الْـبَـدرِ بَلْ هُوَ أكْمَلُ
وَإِنَّـكَ أنْـتَ الْـبَـدْرُ وَهُـوَ مَـثِـيـلُـكُـمْ
صِـرَاطُـكَ مَيـسُـورٌ وَكَـفُّـكَ مَـنْـهَـلُ
غَوَادِيكَ تُـحْيِي الْأَرضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا
وَمِنْ نَـبْـعِـكَ الْأَحْـيَـاءُ تُـرْوَى وَتَـنهَلُ
مَـقَـامُـكَ أَعْـلَـى مَا حَـوَتـهُ مَكَـانَــةً
وَقَـدْرُكَ عِـنْـدَ الـلَّـهِ أَسْـمَـى وَأَنْـبَـلُ
حَـظَـيـتَ بِـمَا تَـبـغي جَلَالًا وَرِفْـعَـةً
فَـذِكْـرُكَ مَـيـمُـونٌ وَسَـعْـدُكَ مُقبِلُ
وَكُنْتَ أَمِينَ الْقَومِ فِـي الْحُكمِ بَينَهُمْ
وَقَـدْ آمَـنُـوا إِذْ مَـا تَـقُـولُ وَتَـفْـعَــلُ
بُـعِـثـتَ وَلَـيـلُ الْـجَـهـلِ يَـغْلُـو بِأُمَّةٍ
فَصَارتْ بِثَوبِ الْعِلْـمِ وَالْمَجْدِ تَرْفُـلُ
سَـرَيـتَ إِلَى الـقُـدسِ الشَريفِ بِليلَةٍ
إِلَـيـكَ حُـشُـودُ الرُسْلِ هَـلُّوا وأَقْبَلوا
فصَلَّيـتَ فِي الْأَقصَى وَكُنتَ إِمامَـهُمْ
وَمَـنْ يَــرْتَـقِ الْآفَــــاقَ لَا يَـتَـرجَّـــلُ
وجـاءَكَ جِـبْـرِيـلُ الْأَمِـينُ بِـمَـركَـبٍ
ظَـهَـرتَ عَـلَى مَـتْـنِ الْـبُـرَاقِ وَتَسأَلُ
أَوَحدِيَ يَـا جِبـريـلُ أَعْبُـرُ فِي الْفَـضَا
وَحَـقَـقْـتَ بِالْمِعْـراج مَا لَيسَ يُعْـقَلُ
فَـقَـالَ لَـهُ جِـبْـرِيـلُ: هَـذِي وَسِـيـلَةٌ
حَـبَـاكَ بِـهَـا الْــبَــارِي بِمَا يُـتَـوَسَّـلُ
فَـحِـيـنَ يُـرِيـدُ الـلَّــهُ إِنْـفَـاذَ أَمْـــرِهِ
يَـقُـولُ لِـشَـيءٍ كُـــنْ وَحَـالًا سَيُفْعَلُ
قُـسَـاةٌ طُـغَــاةٌ لَا تَـلِـيـنُ قُـلُـوبُـهُـمْ
عُـتَــاةٌ وَمِـنْ فِـرعَـونَ أَعْــتَـى وَأَرْذَلُ
خَـطَـرتَ عَلَى الْأَنْصَارِ فِي أَرْضِ يَثْرِبٍ
فَـلَاقَـوكَ بِـالْأَشْـعَـارِ شَـوقًـا وَأَهَّـلُوا
وَصَـالَـحـتَ فِيهَـا بَينَ أَوسٍ وَخَـزْرَجٍ
وَآخَـيْـتَ بَـيـنَ الْـقَـوْمِ مَا كُنْتَ تَأْمُلُ
وَطَـهَّرتَ بَيْتَ اللَّهِ مِنْ فَرْطِ رِجْسِهِمْ
وَمِيزَانُكَ الْقِسطَاسُ فِي النَّاسِ يَعْدِلُ
وَأَخْمَدْتَ نِيرَانَ الْمَجُوسِ، وَحِصْنُهِمْ
تَـدَاعَـى مِنَ الـتَّـكبـيـرِ فهُوَ مُـزَلْــزَلُ
تَـنَـامُ الـرَّعَـايَـا فِـي سَـلَامٍ وَجَـفْـنُــهُ
سَـهُـودٌ فَـلَا يَـسْهُو وَلَا الْعَينُ تَـغْـفَلُ
وَمَا خَفَتْ فِي التَّـوْحِيـدِ لَومَـةَ لَائِــمٍ
وَكَنْتَ لِفـِعْلِ الْخَـيـرِ وَالْبِـرِّ تَـعْـجَـلُ
سَـقَـى اللَّـهُ قَبْرًا ضَمَّ جَنْبَيكَ لَـحْدُهُ
أَلَا لَـيـتَ جَـفْـنِي مِـنْ ثَـرَاهُ يُـكَـحَّـلُ
أَمَـوْلَايَ إِنْ أَخْطَـأتُ عَن حُسْـنِ نِـيَّـةٍ
فَـمَـا مِنْ حَصِيفِ الرَّأيِ إِلَاَّ وَيَـجـهَلُ
نَـظَـمـتُ قَـصِيدِي كَالدَّرَارِي بِحُبِكُمْ
لِـكَـي تَـسْتَقِي عَطْفًـا وَمِنْكُمْ تُجَمَّـلُ
وَإنْ ضَـاعَ شِعْرِي فِـي سِوَاكَ غِـوَايـةً
فَـمَـا لَـذَّ فِي عُمْرِي شَـرَابٌ وَمَـأكَـلُ
وَإِنْ كَـان ذَنْـبِي جَـاوَزَ الطَّـودَ ثِـقْـلُـهُ
فَـصَفـحُكَ يَا مَــوْلَايَ أَغْـنَى وَأَجْـزَلُ
وَمَــا أَبْـتَـغِـي أَجْــرًا وَلَا أَنَـا طَـامِــعٌ
سِـوَى أَنَّـنِـي بِالْقُربِ وَالْـوَصْـلِ آمُـلُ
فَـعَـهدِي مَـصُـونٌ سَـيـدِي وَمَوَدَّتِـي
مَـدَى الـدَّهْـرِ وَالْأيَّــامِ لَا تَـتَـحَـــوَّلُ
عَـلَـيـكَ سَــلَامُ الـلَّــهِ مَـا لَاحَ بَــارِقٌ
وَمَا يَـنْـجَـلِـي لَـيْـلٌ إذَا الصُّبحُ يُقبِـلُ
التعليقات على الموضوع